بعد مائة يوم من قمة باريس حول الذكاء الاصطناعي، أعلن التحالف الفرنسي Oréus إطلاقه وتشغيل قريب لمركز حوسبة من الجيل الجديد، يقع بالقرب من غرونوبل. يطمح هذا البنية التحتية، التي من المتوقع أن تستضيف 8,500 GPU بحلول صيف 2025، أن تكون من بين أقوى مراكز الحوسبة الأوروبية المخصصة للذكاء الاصطناعي.
وفقًا للمروجين له، يمثل هذا المشروع استثمارًا يتجاوز 800 مليون يورو. يندرج في إطار ديناميكية إعادة التصنيع بالتكنولوجيا، مع هدف معلن هو تعزيز السيادة الأوروبية في مجال الذكاء الاصطناعي وقدرات الحوسبة.
مبادرة فرنسية تهدف إلى أوروبا
يقدم تحالف Oréus نفسه كتحالف من الجهات الفاعلة الفرنسية، يجمع بين الوزيرة السابقة سابرينا أغريستي-روباش، رئيس Unitel Group كيفن بوليتزي، بالإضافة إلى عدة رواد أعمال ومتخصصين في البنية التحتية الرقمية. يتم إدارة العمليات من قبل لوران شوكرون، رئيس مجموعة L'Épopée أيضًا.
يعتمد أحد العناصر الرئيسية للمشروع على شراكة استراتيجية مع CORE42، وهي شركة تابعة للشركة الإماراتية G42، المتخصصة في تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي وحلول الحوسبة المكثفة. تثير هذه التعاون الفرنسي-الإماراتي تساؤلات حول تعريف السيادة التكنولوجية نفسها، بينما توضح شكلاً من أشكال التعاون الدولي في سياق جيوسياسي يتميز بالسباق نحو البنية التحتية للذكاء الاصطناعي.
مشروع مُنظم حول أربعة ركائز
يبرز البيان الصحفي الصادر عن Oréus أربعة محاور هيكلية للمشروع :
حواسيب فائقة للذكاء الاصطناعي من الجيل الجديد، مصممة للاستخدامات الأكثر كثافة في الحوسبة.
تغذية طاقية هجينة، تمزج بين الطاقة النووية، الطاقات المتجددة واستعادة الحرارة.
مجمعات إقليمية، تهدف إلى تقريب التدريب، الابتكار والتوظيف حول هذه البنية التحتية.
نموذج قابل للتكرار في أوروبا، الذي يهدف إلى دعم تطوير صناعة ذكاء اصطناعي أوروبية موزعة.
إذا ظلت التفاصيل التقنية بحاجة إلى التوضيح (أنواع GPU، قدرات الشبكة، حوكمة الوصول، شروط التسعير، إلخ)، فإن Oréus يطمح لأن يكون أداة في خدمة جهات البحث، الصناعة، الخدمات العامة والصحة.
استجابة لدعوة السيادة الرقمية
يندرج هذا المشروع في سياق الدعوة التي أطلقها إيمانويل ماكرون في فبراير الماضي، داعياً إلى جعل فرنسا "العمود الفقري التكنولوجي" للذكاء الاصطناعي الأوروبي. ويأتي أيضًا في سياق الطلب العالمي القوي على قدرات الحوسبة المناسبة لانفجار النماذج التوليدية للذكاء الاصطناعي والاستخدامات الصناعية المرتبطة بها.
للمتابعة
يبقى أن نرى كيف ستدار هذه البنية التحتية الجديدة بشكل فعلي، وما هي معايير الوصول للشركات الناشئة، الباحثين والشركات الفرنسية، وإلى أي مدى ستساهم في تقليل الاعتماد الحالي على الشركات الأمريكية الكبرى.
ستتابع ActuIA عن كثب تطورات مشروع Oréus، وكذلك الآثار العملية لهذه المبادرة على النظام البيئي للذكاء الاصطناعي الأوروبي.
ترجمة من Le consortium OREUS annonce la mise en service d’un des plus puissants centres de calcul d’Europe
لتحسين الفهم
كيف يؤثر الشراكة مع <span dir="ltr">CORE42</span>، وهي شركة تابعة لشركة <span dir="ltr">G42</span> الإماراتية، على رؤية السيادة التكنولوجية الأوروبية لمشروع أوريوس؟
تُبرز الشراكة مع <span dir="ltr">CORE42</span> نهج السيادة المشتركة، حيث يتم موازنة الاستقلال التكنولوجي الأوروبي مع التعاون الدولي الاستراتيجي، مما يعكس التعقيدات الجيوسياسية الحالية.
ما هي التأثيرات المحتملة للشراكة الفرنسية-الإماراتية ضمن إطار مشروع للذكاء الاصطناعي في أوروبا؟
قد تثير الشراكة الفرنسية-الإماراتية تساؤلات حول الامتثال للمعايير الأوروبية لحماية البيانات والأمان، مما يتطلب توضيح المسؤوليات القانونية وفحوصات الامتثال بين الكيانات الشريكة.